كل يوم 20 نوفمبر من كل عام، يحتفل العالم بيوم التصنيع في أفريقيا، الذي تم تأسيسه منذ 35 عامًا لزيادة الوعي بأهمية التصنيع في القارة والتحديات التي يواجهها، وفي هذه المناسبة، يتنقل نظام الأمم المتحدة لتذكير الجميع بأن التصنيع يلعب دورًا حيويًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في أفريقيا.”
أما موضوع هذا العام فيسلط الضوء على إمكانيات التقنيات الناشئة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، في تحويل الصناعة الأفريقية حيث تمثل هذه التقنيات فرصة فريدة لتعزيز القدرة التنافسية في قطاعات مثل الصناعات الخضراء، مع خلق فرص عمل، وزيادة الإنتاجية، والمساهمة في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
التزام UNIDO بالتصنيع في أفريقيا
يندرج التزام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) تجاه القارة الأفريقية في إطار العقد الثالث للتنمية الصناعية في أفريقيا (IDDA III)، الذي أعلنت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2016.
وخلال الاجتماع السابع رفيع المستوى بشأن IDDA III، الذي تم تنظيمه في سبتمبر 2024 على هامش الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، جددت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، إلى جانب شركائها مثل مفوضية الاتحاد الأفريقي (AUC)، وبنك التنمية الإفريقي (AfDB)، ومجلس الأعمال الأفريقي (AfBC)، التأكيد على أهمية الاستثمارات والشراكات الاستراتيجية لبناء صناعة أفريقية مستدامة ومرنة.
وقد سلط الاجتماع الضوء على مواضيع رئيسية مثل التنوع الاقتصادي، والابتكار التكنولوجي، وسلاسل القيمة الإقليمية، وتعزيز القدرات.
ووفقًا لفاتو حيدرة، نائب المدير العام ومديرة الشراكات العالمية والعلاقات الخارجية بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، “أفريقيا هي قارة المستقبل”، ومن مسؤولية الجميع تحويل هذه الإمكانات إلى ازدهار مشترك.”
منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية تعزز الصناعة التونسية من أجل نمو اقتصادي أخضر وقادر على المنافسة
في تونس، يُعتبر القطاع الصناعي ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، حيث يمثل حوالي 23.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي سنة 2023 وفقا للبنك الدولي كما يلعب دورًا حيويًا في خلق الثروة، وفرص العمل، والتصدير، ويُساهم في الاستقرار الاقتصادي والتكامل الإقليمي كما يجعله الموقع الاستراتيجي للبلاد أداة حاسمة لتعزيز القدرة التنافسية.
تدعم منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (ONUDI) تونس في تطويرها الصناعي من خلال مبادرات رئيسية تغطي قطاعات حيوية كما يروج برنامج PAMPAT للمنتجات المحلية، بينما يعزز برنامج Creative Tunisia القدرة التنافسية لقطاع الحرف والتصميم.
وتدعم المنظمة الاقتصاد الدائري من خلال SwitchMed، والتحول البيئي عبر E-mobility، وحماية البيئة من خلال بروتوكول مونتريال. في الوقت نفسه، يعتبر تمكين النساء وإدماج الشباب في سوق العمل من الأولويات في المشاريع الوطنية والإقليمية، مثل PWE وEmployment4Youth – صناعة 4.0.
تُظهر هذه المشاريع دور تونس كقائد إقليمي في التصنيع الشامل والمستدام والقادر على المنافسة، وتدعم بشكل كامل أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة والاستراتيجية الوطنية للتصنيع والابتكار حتى عام 2035، التي تهدف إلى خلق 840,000 موطن شغل في المجال الصناعي، وتحقيق 36 مليار دينار من الصادرات، وتعزيز صناعة مبتكرة وصديقة للبيئة.”
وفي الختام، صرح السيد لسعد بن حسن، ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في تونس، قائلاً: “في هذه المناسبة من يوم التصنيع في أفريقيا، تؤكد منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية التزامها بدعم الاستراتيجية الصناعية الوطنية حتى عام 2035، بالتعاون مع الحكومة، والقطاع الخاص، كما نطمح أيضًا إلى تطوير مبادرات إقليمية من خلال التعاون بين بلدان الجنوب، لتعزيز مستقبل صناعي أكثر شمولاً واستدامة في أفريقيا، من خلال دمج مجالات مثل الصناعات الزراعية، والاقتصاد الدائري، وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابع.”