في إطار الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين، نظّمت المنصة الصحية الرقمية www.med.tn يوم الثلاثاء 30 ماي حلقة نقاشية علمية وقد شارك فيها العديد من الخبراء والأطباء الذين تناولوا الآثار الضارة للتدخين وضرورة الوعي والتوعية بأخطاره.
قدّم الدكتور رضا بن عريف، أخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية، ملاحظاته حول التدخين وأشار إلى أنه يشكل تهديداً على الصعيد العالمي ويؤثر على جميع شعوب العالم. وكطبيب يعمل في مجال الجهاز التنفسي، لاحظ الدكتور بن عريف الأضرار الجسيمة التي يتسبب فيها التدخين مثل الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن والأورام والأمراض الأخرى المكلفة صحياً واقتصادياً على الصعيد الفردي والوطني.
أشار الدكتور بن عريف إلى أن 20% من ضحايا التدخين هم غير مدخنين، وأن تونس تحتل المرتبة الثالثة في نسبة المدخنين بين الدول العربية، وهو ما يعكس الاتجاه العام للدول المتقدمة نحو القضاء الكامل على التدخين واستبداله ببدائل أقل ضررًا. وأضاف الدكتور بن عريف أن 80% من مشاكل الجهاز التنفسي ترجع إلى التدخين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مشيرًا إلى حالات الأطفال الذين تعاني أجسامهم من تأثيرات التدخين السلبي الناتج عن تدخين والديهم.
وفيما يتعلق بالتدخين السلبي، يموت حوالي 2 مليون شخص سنوياً بسببه، وهذا يعكس قلة الوعي بمخاطره, وكمثال، أشار الدكتور بن عريف إلى وجود توعية كبيرة في اليابان تبدأ من مرحلة التعليم الابتدائي حول آثار التدخين الضارة.
أكد الدكتور بن عريف على أهمية بناء الوعي منذ الصغر وتعزيز رسائل مكافحة التدخين في المدارس. فقد أظهرت الدراسات أن 80% من المدخنين تعلموا التدخين من والديهم منذ سن 12 عامًا. لذا يجب أن تلعب المدارس دورًا هامًا في توعية الطلاب وإرشادهم.
وتم تطوير بدائل للسجائر مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن بهدف الحفاظ على النيكوتين، المادة المدمنة، وتقليل المواد المسرطنة الموجودة في السجائر التقليدية والتي تصل إلى 4000 مادة مسرطنة. وأشار الدكتور بن عريف إلى أن النيكوتين يستبق الهرمونات الطبيعية في الجسم وهذا يؤدي إلى الإدمان البيولوجي.
بالإضافة إلى ذلك، شارك الدكتور منذر مرزوق، طبيب عام، وجهات نظره حول التدخين وأشار إلى أنه أصبح مقبولاً اجتماعياً ومنتشرًا في جميع الأعمار وبين الجنسين. وأكد على ضرورة التوعية والتحذير من خطر التدخين وعدم التهاون به.
والعمل على الإدمان السلوكي، والذي يكمن في التغيير نحو البدائل المتوفرة مؤخرا والتي أثبتت فاعليتها في علاج الإدمان السلوكي في اليابان وقع اعتماد التبغ المسخن كبديل لمساعدة المدمنين على التقليص من التدخين. إ لا أنه على المدخن استشارة مختص. التبغ المسخن يبغى ضار في النهاية.
أشار السيد أنس العويني، أخصائي نفسي وجنسي، إلى أن التدخين يشكل سلوكاً مهلكاً ويهدد حياة الأفراد وجودة حياتهم. وأكد على ضرورة رفع الوعي للمدخنين بأن التدخين يؤدي إلى ضعف الانتصاب، وهو ما يمكن أن يكون دافعًا إضافيًا لهم للإقلاع عنه.
وأشار السيد أنس العويني إلى أن العديد من القرارات التي يتخذها الإنسان فيما يتعلق بالتدخين هي قرارات غير عقلانية وتعتمد على اللاوعي والتأثيرات الاجتماعية. ومن المهم معالجة الجوانب العاطفية وغير الواعية لدى المدخنين لتغيير سلوكهم. وأشار أيضًا إلى أهمية العمل على توفير بيئة تشجع على الامتناع عن التدخين، مثل تقليل الأماكن المسموح فيها بالتدخين وتقديم بدائل صحية.
لذا، من الحلول المقترحة لمكافحة التدخين هي:
1. زيادة الوعي والتثقيف حول مخاطر التدخين وتأثيراته الضارة على الصحة.
2. توفير برامج توعية وتثقيف في المدارس للتلاميذ للحد من بداية التدخين في سن مبكرة.
3. تنظيم حملات إعلانية توعوية قوية لتعزيز رفض التدخين وتوضيح آثاره السلبية.
4. تنفيذ قوانين صارمة تحظر التدخين في الأماكن العامة وزيادة الرسوم والضرائب على المنتجات التبغية.
5. توفير الدعم والمساعدة للمدخنين الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين، بما في ذلك العلاج السلوكي واستخدام بدائل مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن.
العمل المشترك بين الجهات الصحية، التعليمية، والمجتمعية يلعب دورًا حاسمًا في مكافحة التدخين وتشجيع الأفراد على الإقلاع عن هذه العادة الضارة.